نشأ هتلر بين أبوين ينتميان للمذهب الروماني الكاثوليكي، ولكنه بعد أن ترك منزل والديه لم يحضر أي
قداس أو يلتزم بالطقوس الدينية للكنيسة الكاثوليكية. وبالرغم من ذلك، فعندما انتقل إلى ألمانيا - حيث
يتم تمويل الكنائس الكاثوليكية والبروتستانتية عن طريق ضريبة للكنيسة تقوم الدولة بجمعها - لم يقم
هتلر مطلقًا بالتخلي عن الكنيسة أو الامتناع عن سداد الضرائب الخاصة بها.
لذلك، اعتبر المؤرخ شتايجمان جال، أن هتلر اسميًا "يمكن اعتباره كاثوليكًيا." وعلى الرغم من ذلك، فقد
أوضح شتايجمان أيضًا في مناقشته لموضوع الدين في ألمانيا النازية أن "العضوية الاسمية في الكنائس
ليست معيارًا موثوق به للحكم على درجة التقوى والتمسك بالدين." كذلك، كان هتلر يمتدح علانيًة التراث
المسيحي والحضارة المسيحية الألمانية، وأعرب عن اعتقاده في أن المسيح كان ينتمي للجنس الآري لأنه
كان يحارب اليهود.
وفي خطبه وتصريحاته، تحدث هتلر عن نظرته للمسيحية باعتبارها دافعًا محوريًا لمعاداته للسامية، قائًلا "أنا
كمسيحي لا أجد نفسي ملزمًا بالسماح لغيري بخداعي، ولكنني أجد نفسي ملزمًا بأن أحارب من أجل الحقيقة
والعدالة." أما تصريحاته الخاصة التي نقلها عنه أصدقاؤه المقربون فيشوبها الكثير من الاختلاط؛ فهي
تظهر هتلر كرجل متدين على الرغم من انتقاده للمسيحية التقليدية.
ونجد أن هتلر قد قام بهجوم واحد على الأقل للكاثوليكية "يعيد إلى الأذهان جدال شترايشر حول فكرة أن
المؤسسة الكاثوليكية كانت تناصر اليهود وتتحالف معهم." وفي ضوء هذه التصريحات الخاصة، يعتبر جون
إس كونواي والعديد من المؤرخين الآخرين أنه ليس هناك مجال للشك في أن هتلر كان يحمل بين جوانحه
"عداء متأصًلا" للكنائس المسيحية.
وتتباين التفسيرات المقدمة لتصريحات هتلر الخاصة إلى حد بعيد في إمكانية الوثوق فيها؛ ولعل من
أهمها تلك التقارير المتعددة عن تصريحات هتلر الشخصية عن المسيحية والتي تتفاوت إلى حد بعيد في
مصداقيتها، ولعل أبرزها كتاب هتلر يتكلم (بالإنجليزية: Hitler Speaks) الذي كتبه هيرمان راوشنينج والذي
يعتبره كثير من المؤرخين عمًلا ملفقًا
وعلى الرغم من ذلك، ففي مجال العلاقات السياسية مع الكنائس في ألمانيا، كان هتلر بكل سهولة ينتهج
استراتيجية "تناسب الأهداف السياسية الآنية التي كان يسعى لتحقيقها." ووفقًا لآراء البعض، كان لهتلر
خطة عامة حتى قبل أن يصل إلى كرسي رئاسة الحزب النازي؛ ألا وهي تدمير المسيحية في الرايخ. وقد
صرح رئيس المنظمة شبه العسكرية "شباب هتلر" قائًلا "كان تدمير المسيحية هدفًا ضمنيًا تسعى الحركة
الاشتراكية الوطنية لتحقيقه" منذ بدايتها، ولكن "كانت الاعتبارات المتصلة بالوسيلة الممكنة لتحقيق هذا
الهدف هي ما جعلت من المستحيل" أن يتم التصريح علنًا بهذا الوضع المتطرف.
كان هتلر مختلفًا عن غيره ممن عكست تصرفاتهم أيدلوجيات النازية؛ فلم يكن هتلر ممن يؤمنون بالأفكار
القاصرة على فئة محدودة من البشر أو يؤمن بفكرة وجود قوى خفية فوق طبيعية يمكن إخضاعها للقوى
البشرية ولم يكن متمسكًا بالأيدلوجية التي تؤمن بوجود حكمة خفية كامنة في الجنس الآري دون غيره من
الأجناس؛ وسخر هتلر من تلك المعتقدات في كتابه كفاحي.
علاوًة على ذلك، قام هتلر لبعض الوقت بحث الشعب الألماني على اعتناق شكل من أشكال المسيحية التي
أطلق عليه اسم "المسيحية الإيجابية؛" وهو معتقد يقوم على تخليص المسيحية الأرثوذكسية مما يعترض
على وجوده فيها، ويتميز بإضافة بعض الملامح العنصرية إليها.
وبالرغم من ذلك، فبحلول عام 1940 كان معلومًا للرأي العام أن هتلر قد تخلى عن فكرة حث الألمان على
الإيمان بفكرة إمكانية التوفيق بين الأفكار المتعارضة التي تدعو إليها المسيحية الإيجابية. وكان هتلر يرى
أن "الإرهاب الديني هو - باختصار - ما تدعو إليه التعاليم اليهودية؛ تلك التعاليم التي تعمل المسيحية
على الترويج لها والتي من شأنها أن تزرع القلق والارتباك في عقول البشر." وبالإضافة إلى عدم حضور
القداس والالتزام بالطقوس الدينية للكنيسة الكاثوليكية، فقد كان هتلر يفضل بعض جوانب المذهب
البروتستانتي إذا كانت هذه الجوانب ستمكنه من تحقيق أهدافه. وفي الوقت نفسه، قام هتلر بمحاكاة
بعضًا من معالم الكنيسة الكاثوليكية المتمثلة في نظام مؤسستها القائم على التسلسل الهرمي وعلى
وجود طقوس معينة ولغة خاصة يتم استخدامهما فيها. وصرح هتلر في إحدى المرات قائًلا "لا نريد إلهًا
آخر غير ألمانيا نفسها. ومن الضروري أن نتحلى بإيمان وأمل وحب يتصفون بالتعصب لألمانيا ولصالح
ألمانيا."
قداس أو يلتزم بالطقوس الدينية للكنيسة الكاثوليكية. وبالرغم من ذلك، فعندما انتقل إلى ألمانيا - حيث
يتم تمويل الكنائس الكاثوليكية والبروتستانتية عن طريق ضريبة للكنيسة تقوم الدولة بجمعها - لم يقم
هتلر مطلقًا بالتخلي عن الكنيسة أو الامتناع عن سداد الضرائب الخاصة بها.
لذلك، اعتبر المؤرخ شتايجمان جال، أن هتلر اسميًا "يمكن اعتباره كاثوليكًيا." وعلى الرغم من ذلك، فقد
أوضح شتايجمان أيضًا في مناقشته لموضوع الدين في ألمانيا النازية أن "العضوية الاسمية في الكنائس
ليست معيارًا موثوق به للحكم على درجة التقوى والتمسك بالدين." كذلك، كان هتلر يمتدح علانيًة التراث
المسيحي والحضارة المسيحية الألمانية، وأعرب عن اعتقاده في أن المسيح كان ينتمي للجنس الآري لأنه
كان يحارب اليهود.
وفي خطبه وتصريحاته، تحدث هتلر عن نظرته للمسيحية باعتبارها دافعًا محوريًا لمعاداته للسامية، قائًلا "أنا
كمسيحي لا أجد نفسي ملزمًا بالسماح لغيري بخداعي، ولكنني أجد نفسي ملزمًا بأن أحارب من أجل الحقيقة
والعدالة." أما تصريحاته الخاصة التي نقلها عنه أصدقاؤه المقربون فيشوبها الكثير من الاختلاط؛ فهي
تظهر هتلر كرجل متدين على الرغم من انتقاده للمسيحية التقليدية.
ونجد أن هتلر قد قام بهجوم واحد على الأقل للكاثوليكية "يعيد إلى الأذهان جدال شترايشر حول فكرة أن
المؤسسة الكاثوليكية كانت تناصر اليهود وتتحالف معهم." وفي ضوء هذه التصريحات الخاصة، يعتبر جون
إس كونواي والعديد من المؤرخين الآخرين أنه ليس هناك مجال للشك في أن هتلر كان يحمل بين جوانحه
"عداء متأصًلا" للكنائس المسيحية.
وتتباين التفسيرات المقدمة لتصريحات هتلر الخاصة إلى حد بعيد في إمكانية الوثوق فيها؛ ولعل من
أهمها تلك التقارير المتعددة عن تصريحات هتلر الشخصية عن المسيحية والتي تتفاوت إلى حد بعيد في
مصداقيتها، ولعل أبرزها كتاب هتلر يتكلم (بالإنجليزية: Hitler Speaks) الذي كتبه هيرمان راوشنينج والذي
يعتبره كثير من المؤرخين عمًلا ملفقًا
وعلى الرغم من ذلك، ففي مجال العلاقات السياسية مع الكنائس في ألمانيا، كان هتلر بكل سهولة ينتهج
استراتيجية "تناسب الأهداف السياسية الآنية التي كان يسعى لتحقيقها." ووفقًا لآراء البعض، كان لهتلر
خطة عامة حتى قبل أن يصل إلى كرسي رئاسة الحزب النازي؛ ألا وهي تدمير المسيحية في الرايخ. وقد
صرح رئيس المنظمة شبه العسكرية "شباب هتلر" قائًلا "كان تدمير المسيحية هدفًا ضمنيًا تسعى الحركة
الاشتراكية الوطنية لتحقيقه" منذ بدايتها، ولكن "كانت الاعتبارات المتصلة بالوسيلة الممكنة لتحقيق هذا
الهدف هي ما جعلت من المستحيل" أن يتم التصريح علنًا بهذا الوضع المتطرف.
كان هتلر مختلفًا عن غيره ممن عكست تصرفاتهم أيدلوجيات النازية؛ فلم يكن هتلر ممن يؤمنون بالأفكار
القاصرة على فئة محدودة من البشر أو يؤمن بفكرة وجود قوى خفية فوق طبيعية يمكن إخضاعها للقوى
البشرية ولم يكن متمسكًا بالأيدلوجية التي تؤمن بوجود حكمة خفية كامنة في الجنس الآري دون غيره من
الأجناس؛ وسخر هتلر من تلك المعتقدات في كتابه كفاحي.
علاوًة على ذلك، قام هتلر لبعض الوقت بحث الشعب الألماني على اعتناق شكل من أشكال المسيحية التي
أطلق عليه اسم "المسيحية الإيجابية؛" وهو معتقد يقوم على تخليص المسيحية الأرثوذكسية مما يعترض
على وجوده فيها، ويتميز بإضافة بعض الملامح العنصرية إليها.
وبالرغم من ذلك، فبحلول عام 1940 كان معلومًا للرأي العام أن هتلر قد تخلى عن فكرة حث الألمان على
الإيمان بفكرة إمكانية التوفيق بين الأفكار المتعارضة التي تدعو إليها المسيحية الإيجابية. وكان هتلر يرى
أن "الإرهاب الديني هو - باختصار - ما تدعو إليه التعاليم اليهودية؛ تلك التعاليم التي تعمل المسيحية
على الترويج لها والتي من شأنها أن تزرع القلق والارتباك في عقول البشر." وبالإضافة إلى عدم حضور
القداس والالتزام بالطقوس الدينية للكنيسة الكاثوليكية، فقد كان هتلر يفضل بعض جوانب المذهب
البروتستانتي إذا كانت هذه الجوانب ستمكنه من تحقيق أهدافه. وفي الوقت نفسه، قام هتلر بمحاكاة
بعضًا من معالم الكنيسة الكاثوليكية المتمثلة في نظام مؤسستها القائم على التسلسل الهرمي وعلى
وجود طقوس معينة ولغة خاصة يتم استخدامهما فيها. وصرح هتلر في إحدى المرات قائًلا "لا نريد إلهًا
آخر غير ألمانيا نفسها. ومن الضروري أن نتحلى بإيمان وأمل وحب يتصفون بالتعصب لألمانيا ولصالح
ألمانيا."
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق