منظار ذكي؟ لما لا!

التطور التكنولوجي لا يعرف الحدود أو التوقف. فكلما سمعنا بخبر جديد حول الإكتشافات التكنولوجية أعقبه بعد أيام قليلة خبر آخر لجهاز جديد. هذه الحالة تتطابق تماماً مع ما تسمى بالأجهزة الذكية والتطبيقات المختصة بمجالات الحياة.

فقبل أسابيع قليلة، أعلنت القوات البحرية الأميركية من خلال "قيادة النُظُم الحربيّة البحرية والفضائية"، أنها تمكنت من  الحصول لنظام يتعرّف على الوجوه، عن طريق مناظير لديها قدرات على الإتصال اللاسلكي. وتستطيع هذه المناظير صنع صور ثلاثيّة الأبعاد، أعطت نتائج إيجابية ضمن خطّة لتحسين وسائل التعرّف إلى الأجسام التي يجرى تفحّصها بالمناظير العسكرية، وكانت هذه المناظير قد جربت على مدى شهور عديدة قبل الإفصاح عن النتائج.

فكرة المنظار الذكي تقوم على استخدام أجهزة مسح إلكترونيّ يمكنها قراءة الوجوه والتعرف عليها، من مسافة لا تقل عن مئتي متر، إذ ترسل صورة عن الوجوه الملتقطة عبر شبكة لاسلكيّة إلى قاعدة بيانات رقمية، للبحث عن هوية الشخص الذي إلتقتطه عدسات المناظير.

ووقّع الأسطول الأميركي عقداً لصنع هذه المناظير مع شركة Stereo Vision Imaging المختصّة بالقياسات البيولوجيّة، ومقرّها في ولاية كاليفورنيا. ويُعرف عن هذه الشركة أنها صنعت نظاماً للمناظير سمّته 3DMobileID، من شأن هذا النظام التعرّف إلى وجوه البشر من مسافة تقارب ٢٠٠ متر.

من جانب آخر أعلنت منصة دعم مشاريع التكنولوجيا Hwtrek عن حملة تبرعات لدعم جهاز Snooperscope، الذي يتمكن من تحويل أي هاتف ذكي مع كاميرا إلى منظار رؤية ليلية. وبذلك يقضي الجهاز الجديد على العيوب التي تعاني منها الهواتف الذكية فيما يتعلق بالتصوير في الأماكن المظلمة، حيث أن الهواتف الذكية الموجودة في الأسواق لا تستطيع التقاط الصور الليلية بجودة عالية. بالتأكيد الموضوع لا يتعلق بالتصوير فقط بل يتعداه إلى منظار رؤية ليلي.

ويتم توصيل Snooperscope بالهاتف عن طريق تقنية الواي فاي، لتظهر الأشياء التي تلتقطها العدسة على الشاشة، وبإمكانه رؤية الغبار، والأشياء في الأماكن المظلمة، كما يستطيع التصوير من خلال السوائل والأحبار والمنسوجات. يبلغ سعر الجهاز حوالي ١٠٠ دولار ويعمل مع نظامي الأندرويد والـ iOS. كما نعلم فالجهزة الذكية الإلكترونية إزدادت في الآونة الأخيرة ولكنها قد لا تتوفر في الكثير من الأسواق المحلية، إلا إنه من خلال مواقع الإعلانات المجانية والمصغرة أصبح من الممكن العثور على تلك الأجهزة الذكية المستعملة وقد تكون جديدة أحياناً يرغب صاحبها ببيعها لظروف خاصة يمر بها.

من الجدير بالذكر بأنّ موقع فيسبوك يلجأ إلى هذه التقنيّة الذكية لمطابقة الوجوه مع الأسماء عندما يُحمّل مستخدموا الموقع صوراً شخصية جديدة. وتحاول شركة ِApple البحث عن نظام خاص بها للتعرّف إلى الوجوه كطريقة لفتح أقفال  هواتفها وحواسيبها الذكيّة. في حين أن محرك البحث Google  يتمتّع  بنظام مُشابِه، خصوصاً في خدمة Pecasa للصور التابعة لـه.